أساليبهم خفية، فإنها تقوم على الخبث وعلى الكيد وعلى التخطيط الخفي الذي لا نعرف معظمه، بل قد لا نعرفه جميعا، ولا يظهرون لنا شيئا من هذا إلا أنهم على الحق وأنهم دعاة للحق، لكن من سيماهم تعرفونهم، تعرف أن هذه دعاوى، فإنك إذا ناقشت كثيرا منهم تجده لا يحب الحق، وإذا أقمت عليه الحجة لا يلتزمها، ومن آثارهم أو من أساليبهم التربية على مذهب:
وهل أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد
هذا المذهب ركزوا عليه جدا، ونجحوا فيه، مذهب: وهل أنا إلا من غزية، اعرف وناقش مع كثير منهم من دكاترة ومن طلاب تجدون هذا المذهب هو السائد، أما الأساليب منها الكذب والمقاتلة والخداع والحيل و…، هذا شيء موجود، أساليب سياسية، السياسة لا دين لها كما قال كثير من العقلاء، وفعلا تجد أن السياسة لا دين لها، الدعوة التي تبدأ بالسياسة دعوة كاذبة، لا تريد للناس الحق ولا الخير أبدا، قد قال مصطفى السباعي وهو من السياسيين وكان يعاشر السياسيين المتدينين، قال في كتابه …كتيب صغير قال: ما أعرف سياسيا لا يكذب، ولعله لمس هذا لمسا باليد من المتشاغلين بالسياسة، فإنه قد طفح عندهم كيل الكذب، أنا لا أقدر أن أعدد لكم الأساليب لكن هذا الذي أذكره لكم هو من أساليبهم، التربية على التحزب، والتعصب، ومع الأسف تجدهم يتعلقون بباطلهم أشد من تعلق السلفية بالحق، كثير من السلفيين يعرف الحق، ومع الأسف ثم يتخلى عنه بسهولة، لكن هؤلاء يعرفون الباطل فيعضون عليه بالنواجذ، يعني من الصعب جدا أن تزحزحه عن باطله، بينما كثير من السلفيين [يرجف كأنه على حرف] فيتخلى عن الحق، وهذا شيء يريده الله تبارك وتعالى ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهيئ لهذه الأمة من أمرها رشدا، فإن هذا والله نذير شر جدا، أن يتعلق أهل الباطل بباطلهم ويموتوا عليه ويتمسكون بمذهب: “وهل أنا من غزية…” كما قلت لكم، وتجد السلفيين بسهولة يتخلى عن مبدئه الحق مع الأسف الشديد، هذا ما يمكن أن أقوله حول هذا السؤال، والحليم تكفيه الإشارة كما يقال.
[شريط بعنوان: الحث على الاجتماع والائتلاف]