على كل حال، الرسول وغيره لا يعلمون الغيب، لأن علم الغيب من خصائص الله تبارك وتعالى، ((قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلى الله))، وأبو حنيفة رضي الله عنه وعائشة رضي الله عنها قبل أبي حنيفة كما في الحديث المتفق عليه: “من أخبرك أن محمدا يعلم ما في غد فقد أعظم على الله الفرية”، فلعله بدل من كلمة “لعل”، فأخذ كلمة يتوقع من قوله صلى الله عليه وسلم: “لعل الحياة” لأن لعل للتوقع، فلعله أخذها من هذا، والرسول ما يقدر أن يتوقع شيئا -عليه الصلاة والسلام- وأما إذا أخبر عن الله خبرا جازما، فهذا لا يجوز إلا تصديقه، هو أخبر عن أشياء في المستقبل كثيرة جدا وحصل كثير منها كما أخبر، فهو لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام، لكن في مثل هذا، ما قال له الرسول: إن الله أخبرني، وإلا قال: ستطول بك الحياة، لو قال: ستطول بك الحياة، نقول هذا خبر عن الله عز وجل، لكن قال: “لعل الحياة تطول بك”، فربما أخذ كلمة يتوقع من كلمة لعل
[شريط بعنوان: أهل السنة وعلاماتهم]