هذا شيء بالإجماع، إذا كان قصدك النصيحة لوجه الله وتحذير المسلمين من الوقوع في شر هذا المبتدع فإن هذا لا يسمى غيبة وإنما هو جهاد, ومن باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, هذا أمر يتقرب به إلى الله تبارك وتعالى وليس بغيبة، شريطة أن تكون ناصحا لله محذرا للمسلمين من الوقوع في شر هذا المبتدع, فيخرج هذا من إطار البدعة إلى إطار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإلى إطار الجهاد في سبيل الله -تبارك وتعالى- بل من أفضل أنواع الجهاد, وقد -طبعا- كلام لأحمد ولابن تيمية ولأئمة السلف وللفقهاء من مختلف المذاهب أن المبتدع لا غيبة له وأنه يجب التحذير منه، وحكى أيضا ذلك عن شيخ الاسلام ابن تيمية الإجماع، ابن تيمية وابن رجب والنووي حكوا الإجماع على هذا, واعرفوا أن الأئمة استثنوا من الغيبة ستة أصناف أو ستة أمور تعرفونها:
القـدح ليس بغـيبة في ستة مـتظلم ومـعرف ومـحذر
ومـجاهـر فـسقا ومستفت ومـن طلب الإعانة في إزالة منــكر
هذه ستة أبواب اتفق العلماء على أن الكلام في الشخص بما يكره وبما يعيبه ليس من الغيبة وإنما هو من النصيحة ومن… ومن… ومن… إلى آخر ما ذكره العلماء، فأهل التصوف وأهل الضلال من زمان كانوا يعيبون أئمة السنة وأئمة الجرح والتعديل فيقولون: هذا غيبة، فيجيبهم أهل السنة بأن هذا ليس بغيبة وإنما هو من باب النصيحة ولهم شواهد وأدلة من القرآن والسنة.
[شريط بعنوان: أسباب الانحراف وتوجيهات منهجية]