والله ما نقدر أن نقول إنه مرجئ بهذا الكلام، هذا الكلام يؤخذ على الشيخ ولا نقبله، نقول إن العمل جزء وركن في الإيمان لا شرطا فيه، وهذا قاله الحافظ ابن حجر وقاله غيره، وأرجوا أن يراجَع الشيخ في هذا ويبيَّن له، بارك الله فيكم.
وبعدها يا إخوة، ليس كل من وقع في شيء من البدع يسمى مبتدعا، بارك الله فيكم، ليس كل من وقع في بدعة نسميه مبتدعا، هذا مذهب الحدادية فقط، إن قاعدتهم في البدعة: لا فرق بين ابن عربي وبين من يقول العمل شرط كمال، لا فرق بين الرافضي وبين من يقول هذا الكلام، فإن القاعدة في البدعة عندهم واحدة، لا فرق بين ابن حجر وبين سيد قطب، لا فرق بين الخميني وبين ابن حجر عندهم، عرفتم، بل يقولون إن ابن حجر أخطر من سيد قطب بمئات المرات، لماذا؟ لأنهم هم قطبيون متسترون، يريدون أن يقولوا للناس هؤلاء الذين لا يضللون ابن حجر أشد بدعة من أتباع سيد قطب، سيد قطب الذي يسب الصحابة ويكفرهم ويكفر الأمة ويقول بوحدة الوجود ويقول بالحلول ويقول بخلق القرآن ويقول بكل البدع والضلالات، وجمع البدع والضلالات من كل أطرافها الذين يتبعونه ويقدسونه…
السائل: فضيلة الشيخ منهج أهل السنة في أن العمل…
الشيخ: منهج أهل السنة والجماعة ليس كل من وقع في بدعة يسمى مبتدعا، يقول ابن تيمية -رحمه الله-: “ليس كل من وقع في بدعة يكون مبتدعا، فإن كثيرا من الأئمة من الخلف والسلف وقعوا في بدعة من حيث لا يشعرون، إما بسبب حديث ضعيف يحتجون به، وإما بأنهم فهموا فهما خاطئا لنص القرآن أو لنص السنة، فهموا فهما خاطئا، وإما بقياس ضعيف، أو شيء من هذا”، فمثل هؤلاء في الأمور الخفية يكون له فيها مستند يرى أنه شرعي، هذا لا يبدّع، لكن الذي يقول بخلق القرآن واضح مبتدع، الذي يقول بالقدر بدعة كبرى، مبتدع، الذي يقول بالرفض مبتدع، الأمور الكبيرة، أما الأمور الخفية يقع فيها الإنسان من حيث لا يشعر وهو يريد السنة قاصدا لها داعيا إليها، هذا لا يبدّع، فإن كثيرا من الأئمة قد وقعوا في شيء من هذا فلا يبدّعون، بارك الله فيكم، فهذا هو القول الفصل، أما الحدادية، لا، كل من وقع في بدعة مبتدع، هم واقعون في بدع كثيرة، منها ذمهم لأهل السنة، أحمد سمّى من يذم أهل السنة زنديق، قالوا: إن ابن أبي قتيلة يشتم أهل الحديث، يقول قول سوء، فقام غاضبا وقال: “زنديق، زنديق، زنديق”، قال ابن تيمية رحمه الله: “لأنه عرف مغزاه”، عرف مغزاه بارك الله فيكم، فسب أهل السنة وحربهم هذا من أخبث البدع وشرها، هم واقعون في البدع.
السائل: شيخنا الآن الإيمان شرط في صحة العمل أم كماله؟
الشيخ: العمل ركن من الإيمان، لأن الشرط يا إخوة كما يقول الأصوليون وغيرهم “الشرط خارج عن الماهية” وأما “الركن جزء من الماهية”، فنقول: الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، والرسول قال: “الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى”، وشبهوا الإيمان بالشجرة، ومعناه مثل الأصول والفروع وما شاكل ذلك، فهو مثل الشجرة، فالشيء من الشجرة ما نقول شرط له، خارج عنها، بارك الله فيكم، يعني الهواء والماء قد يكون من شروط حياة الشجرة، لا تعيش إلا بالهواء والماء والشمس، فهذه ليست من الشجرة، وإن كانت تلزم ومن شروط أن تنمو هذه الشجرة وتبقى حية، فهذا الفرق بين الشرط وبين الركن، فالعمل ركن من أركان الإيمان وجزء منه وليس شرطا فيه، وهذا من الأخطاء التي يقع فيها بعض العلماء.
[شريط بعنوان: وجوب الاعتصام بالكتاب والسنة]