بعضهم قال: أنه لم يثبت عنه ! لكن الأمّة تلقت هذا الكتاب بالقبول لما تضمنه من الحجج والبراهين التي تدحض أباطيل أهل القول بخلق القرآن؛ أباطيل المعتزلة ومن جرى مجراهم من الجهمية الذين يقولون: (القرآن مخلوق)؛ فيها حجج دامغة, فيها نصرة لسنة الرسول عليه الصلاة والسلام والذبّ عن دينه فجزى الله المؤلف خيرا.
ولعل المؤلف من كبار علماء السنة, ولا شك أنه عالم بارع ولا نستبعد أنه من تلاميذ الشافعي ولا نستبعد أنه هذا الكناني ( عبد العزيز ).
لكن سواء أثبتناه لهذا الإمام أولم نثبته؛ فإنّ كاتبه عالم ضليع ومتعمّق في اللغة ومتعمّق في معرفة أسرار القرآن وطرق الاحتجاج به فهذا مما يُنصَر به, فمن يطعن في هذا الكتاب أخشى أن فيه نزعة بدعية يريد أن يوهن حجج أهل السنة والجماعة.
فنحن نقول: هذا ألفه عالم قد يكون ما استطاع أن يظهر اسمه لأنّ السلطة كانت بأيدي الجهمية فخاف أن يُنال بالأذى, بالقتل وغيره كما أوذي أهل السنة وامتحنوا بالقول بخلق القرآن فخشي على نفسه فألف هذا الكتاب.
فإما أن يكون هو الكناني وإما أن يكون غيره ,ولا شك أنه من علماء السنة ومن أئمتها النوابغ ,رحمه الله وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرا
. [فتاوى في العقيدة والمنهج الحلقة الأولى]