لا لوم عليه، بل يجب عليه أن يحذر من أهل الباطل، هذا واجب، العلماء عدوا هذا من النصيحة، “الدين النصيحة الدين النصيحة” قلنا: لمن؟ قال: “لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم“، إذا كان إنسان يتضرر في دنياه من شخص يغش في التجارة أو يضر من قطاع الطرق وأمثالهم، فيحذره ممن قام [بصفاتهم]، والضرر في الدين وفي العقيدة والمنهج أولى بالنصيحة، ولهذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية عن الإمام أحمد بن حنبل لما سئل عن الرجل يعني يصلي ويصوم ويعتكف خير أم الرجل الذي يدعو ويحذر من أهل البدع، قال الذي يصلي ويصوم لنفسه وهذا للناس ويتكلم للناس يعني ينفع الناس من عدة جهات [أضف] إلى ذلك أن الله يحفظ به الدين…،لولا أن الله يقيض لهذه الأمة من يتصدى لهؤلاء أهل الضلال لأفسدوا هذا الدين، وخطرهم أشد من خطر العدو الذي يستولي على بلاد المسلمين، لأن العدو يستولي على الأرض، الأرض هدفهم [ثم يأتي] بأستاذ [ليهدم به الدين] تبعا أما أستاذ أهل البدع فيأتي به رأسا، ويأتي قاصدا إلى إفساد الدين، فالتحذير من أهل الباطل أمر واجب، لكن يكون بالعلم والحكمة والحجة والبرهان، ما هو بالسرعة والطيش.
السائل: معذرة، زيادة إيضاح ومداخلة يا شيخ، وإن كان المخالف للمنهج السلفي كبيرا في السن وله سبق في العلم والمنتقد له أصغر منه سنا ولكن تبينت له الحجة وقال بها، هل عليه ملامة؟
الشيخ: والله واجب عليه، إذا كان، مهما بلغ سنه، هو أصلا يدعو إلى الضلال يحذر منه، أي بارك الله فيكم، يعني الأخذ والدعوة إلى الحق وإنقاذ الخلق من الباطل والضلال، الحق أكبر من هذا الإنسان، وعمر الحق هذا منذ خلق آدم إلى اليوم، عمر الحق هذا آلاف السنين، فكم عمر هذا الإنسان الذي يضيع الحق أو يمتنع بالأخذ به، الأدب مع الكبار أمر مطلوب، لكن مع أهل السنة ما هو مع أهل البدع والضلال ودعاة الفتن، إذا كان هذا الكبير رافضي، هذا الكبير معتزلي، وجاء ينشر باطله وضلاله تقول: كبير السن خلاص! وتسكت؟ نرى الباطل ونسكت؟
[شريط بعنوان: السير على منهج السلف]