لا شك أن هذا مسلك الخوارج، فالذي يخالف أئمة التفسير وعلى رأسهم ابن عباس ويخالف أئمة الحديث والسنة، وأئمة العقيدة والمنهج في مثل الأحكام الخطيرة، وهذه الأصول العظيمة، فلا شك أنه قد اختار غير طريقة أهل السنة والجماعة ومنهجا غير منهج أهل السنة والجماعة وغير منهج الراسخين في العلم.
فيجب على هؤلاء أن يتوبوا إلى الله تعالى، فابن عباس تُرجمان القرآن وحبر هذه الأمة، وسلّم له كبار الصّحابة، وسلموا له بإمامته وفقهه في دين الله عز وجلّ، وقد دعا له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالفقه في الدين رضي الله عنه، وسار على نهجه أئمة الإسلام المعتبرين، وخالفه الخوارج في تفسير هذه الآية وغيرها.
وليس الغريب من أهل البدع أن يخالفوا الصحابة، بل أن يخالفوا الكتاب والسنة، نعم وأنا أذكر أن الرسول صلّى الله عليه وسلم وصف الخوارج بأنهم “أحداث الأسنان سفهاء الأحلام” عرفتم، والذين يفسرون هذه التفسيرات الآن سفهاء الأحلام حدثاء الأسنان، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول : “هلاك أمتي على يدي أغيلمة سفهاء الأحلام“، الآن يقولون الشباب، الشباب، الصحوة، أهلكوا الأمة أدخلوها في دوامة في متاهة العقائد، في الأحكام، في الدّماء، في الأموال، أهلكوا الأمة دينا ودنيا، فأنا أرى أن هذا الحديث بعضهم يحمله على بني أمية، ولكن أرى أنه يلتقي مع حديث وصف الخوارج بأنهم “أحداث الأسنان سفهاء الأحلام “، فلو تناول شبابا من قريش لا يفلت منه غيرهم، فإن الحديث -كما قلت لكم- يلتقي مع حديث وصف الخوارج بأنهم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام، عقولهم سخيفة، ومن سخفهم أنهم لا يعبأون بتفسير الصحابة ولا بفقه الصحابة ولا بفقه علماء الأمة ولا بأئمة أهل السنة، شقوا لهم طريقا، بل نقول: ساروا مسار أولئك الخوارج الذين وصفهم الرسول صلّى الله عليه وسلّم بأنهم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام، قالوا: الغويلم والغليّم يطلق على ناقص العقل والدين، هؤلاء صفاتهم بصراحة.
فنسأل الله أن يعافي الأمة من شرّهم، العلماء عندهم جواسيس وعملاء و…و…الخ، ونفّروا الناس من العلماء وربطوهم بسفهاء الأحلام أحداث الأسنان وبأئمة البدع والضلال من الخوارج والروافض.
[شرح أصول السنة]