الوقت الذي يقضيه في حفظ مختصر من نوع ما، أنا أرى أنه يقضيه في حفظ كتاب الله وسنة رسوله وكم حفظنا من المتون -ورب السماء- وضاعت، وكنت مقبلا على حفظ المتون فنصحني أحد المشايخ فقال: سوف تترك هذه في يوم من الأيام، وقد حصل هذا له ولغيره، يستعين بالكتب التي فيها فقه حي، كتب يعني “الأم” للشافعي و“المدونة” في المالكية و“المغني” لابن قدامة و“المحلى” لابن حزم، أنا أرى أن “المحلى” لابن حزم أحسن من الفقه الحنفي، قائم على الأدلة من الكتاب والسنة، وإن كان عنده أخطاء -بارك الله فيكم- أن يأتي ويدرس على الفقه الحنفي وفيه من المخالفات ما لا يعلمه إلا الله عز وجل وينقمون من الاستفادة من كتابات ابن حزم، ابن حزم عنده ضلال عقائدي، لكن في السنة هو مخلص فيها ما عنده يعني هوى، هو وقع في بعض التجهمات وبعض الأشياء…
لكن والله حينما كتب في أصول الفقه كان يكتب بأدب “الإحكام في أصول الأحكام”، عندما تقرأ في “المحلى” تجد الرجل مخلص، في سوقه للأدلة ومحاماته عن السنة، [تبين] حبه للسنة وغيرته عليها، عنده أخطاء كثيرة…لكن الدراسة فيه خير من الدراسة في كتب الأحناف لا سيما المتأخرين فإنها مزجت بالبدع في الأصول والفروع، كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: “أدخلوا في الفقه الحنفي وكذلك الشافعية أدخلوا في الفقه الشافعي والمالكية أدخلوا في الفقه شيئا من عقائد الطوائف المنحرفة” أدخلوها في الفقه، بارك الله فيكم ، فالفقه الحنبلي لا تجد فيه هذا الدخن، يعني ما اشتق منه مثل “المقنع” و“العمدة” كلها يعني جيدة إن شاء الله، يستعين بها الإنسان على التفقه في دين الله عز وجل وعلى فهم النصوص ونقول بصراحة إن طالب العلم لا يستغني عنها ولا العالم، لا يستغني عنها، لكن يطلبها طلب من يريد الحق لا يريد أن ينصر مذهبا على مذهب وعقيدة على عقيدة ومنهج على منهج.
[شريط بعنوان:الأجوبة المدخلية على الأسئلة المنهجية]