المحبة، هذا وصف من أوصاف الله، فالتوسل بأسماء الله وصفاته لا يدخل في التوسل الممنوع والمبتدع، لكن لو قال: “اللهم إني أسألك بحبي لنبيك”، فإن هذا عمله، يعني المسلم يشرع له التوسل بأعماله الصالحة، كما في حديث الثلاثة الذين أواهم المبيت إلى غار فقال بعضهم لبعض: إنه لن ينفعكم الآن إلا أن تتوسلوا إلى الله بصالح أعمالكم وتسألوا الله بصالح أعمالكم، فسألوه بصالح أعمالهم، واحد كان يبر أبويه فسأله ببره لأبويه [أن ينقذهم] وواحد سأل الله [بعفته] كانت له ابنة عم، واستدرجها إلى أن جلس منها [مجلس الرجل]، ثم خلصت لله وقالت: اتق الله لا تفض الخاتم إلا بحقه، فتركها لله وكان قد أعطاها مئة دينار فتركه لله عز وجل، ورجل استأجر أجراء وأعطاهم أجرهم ثم واحد ترك أجره وذهب فنماها حتى صار فيها من البقر والغنم، ثم يوم من الأيام قال أين أجري، قال: كل ما ترى أمامك، قال: تسخر بي، قال: لا، فأخذه وذهب، فعل ذلك لله عز وجل، فالتوسل بالأعمال الصالحة، والتوسل أيضا بأسماء الله وصفاته، والتوسل بالعمل الصالح من التفكر والتدبر في آيات الله عز وجل وسائر الأعمال الصالحة، يشرع التوسل بها وفي سورة الفاتحة توسل معلوم والناس كلهم يعرفونه ((الحمد لله رب العالمين)) توسل إلى الله بربوبيته، ((الرحمن الرحيم)) برحمته، ((مالك يوم الدين)) بصفاته العظيمة وملكه العظيم في هذا اليوم المهول، ((إياك نعبد وإياك نستعين)) توسل إلى الله بتوحيد الربوبية وبتوحيد الألوهية وأعماله الصالحة، ثم طلب الهداية، فأهل البدع شغلتهم بدعهم الشركية، وبدع التوسل اللهم بحق فلان اللهم بجاه فلان اللهم بحق البدوي بحق فلان ثم يتجاوز ذلك إلى الاستغاثة بهم والتوكل عليهم والذبح لهم والنذر لهم، فشغلتهم البدع الشركية وغيرها عن فهم كتاب الله وسنة رسوله وعن الأخذ بالتوسل المشروع الذي جاء به كتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام، لأن التوسل دعاء، تطلب من الرجل الصالح أن يدعو، كما كان الصحابة يتوسلون إذا قحطوا يتوسلون برسول الله يعني يدعوا لهم رسول الله، كما في حديث أنس أن أعرابيا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: هلكت الأنعام والمواشي فأدع الله لنا فدعا فاستجاب الله له عليه الصلاة والسلام ونزل المطر الغزير وسالت الوديان، وكان عمر يتوسل بالعباس: “اللهم إنا كنا نتوسل بنبيك وإنا نتوسل بعم نبيك” يعني الآن الرسول مات عليه الصلاة والسلام، هذا من الأدلة إن التوسل بالنبي إنما كان توسلا بدعائه، وكان في حياته يطلبون منه الدعاء فيدعو لهم عليه الصلاة والسلام، صلاة الاستسقاء، كما في قصة تبوك لما نفذت أزوادهم وهموا أن يذبحوا إبلهم ليأكلوا منها، فسألوا رسول الله في ذلك فأذن لهم، فقال له عمر: يا رسول الله لو دعوت بأزوادهم ودعوت فيها فيبارك الله فيها، فقال: نعم، فجمع ما بقي من أزوادهم هذا يأتي بتمر وهذا يأتي بحبوب وهذا بشعير وهذا كذا فدعا لهم فبارك الله في أزوادهم فهذه من معجزاته عليه الصلاة والسلام، فعلم أن الله بارك في دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام، وطلبوا منه الدعاء في أن يبارك في هذه الأزواد، فهذا هو التوسل المشروع الذي يجب أن يفعله المسلمون ويستغنون به عن الأباطيل والبدع الشركية و[الطرق] البدعية.
[شريط بعنوان: الرد على أهل البدع جهاد]