المنهج عند أهل السنة والجماعة أن الإمام لا يعزل بالمعصية وبالمخالفة، وقد جاءت نصوص من رسول الله عليه الصلاة والسلام” أنهم يهدون بغير هديه ويستنون بغير سنته، ثم لما سئل: ماذا نصنع؟ قال: “اصبروا“ عليه الصلاة والسلام، “أطيعوا في طاعة الله واعصوهم في معصية الله“، ولما سأل رجل رسول الله عليه الصلاة والسلام: “أرأيت أمراء يبغون علينا يسألونا حقهم ويمنعون حقنا، فسأل أول مرة فسكت عنه رسول الله، فسأله مرة ثانية فسكت، فسأله الثالثة فكست، ثم قال: “أطعهم وأعطوهم حقهم واسألوا الله الذي لكم“، انظر قال: “يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا”، الرسول يسكت يرى أن هذا السؤال سيكون مثار فتنة ومثار بلايا، فسكت وسكت عنه وأخيرا قال له: “أعطوهم الذي لهم واسألوا الله الذي لكم“ وفي رواية: “أعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم“، فأهل السنة والجماعة ساروا على هذا المنهج، والأحاديث كثيرة في هذا ومنها حديث سعد بن عبادة: “بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في اليسر والعسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى ألا ننازع الأمر أهله حتى تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان“، فيطيعهم في العسر واليسر والمنشط والمكره وفي الأثرة، الأثرة ما هي؟ يستأثرون بالأموال يأخذونها ويستأثرون بالمناصب فيأخذونها، فلا يجوز لنا منازعتهم حتى نرى الكفر البواح، حينئذ إذا رأينا الكفر البواح إن كان عندنا قدرة نتخلص منهم بدون سفك دماء ومفاسد كبيرة في المسلمين نفعل، إذا ما استطعنا ((لا يكلف الله نفسا إلا وسعها))، والحاصل أن مذهب أهل السنة: أن الفاسق الفاجر من الحكام لا يعزل بفسقه وفجوره، وإنما إذا استطعنا عزله إنما يكون بالكفر البواح أو بترك الصلاة لأن ترك الصلاة كفر.
[شريط بعنوان: أسئلة في المنهج]