على كل حال السلف كانوا يهجرون أهل البدع، لكن هذا يعني يقدره العالم، متى يصلح، ومتى لا يصلح، فإذا كان في عدم هجره مصلحة، ممكن تدعوه تتفاهم معه تبين له فلا تهجره بين له، أنا بيتي مفتوح لأهل البدع، وأنا أرى أن هؤلاء الذين يصفون السلفيين بالهجران والله هم يهجرون أكثر منا، هؤلاء الذين يلصقون بالسلفيين أنهم يهجرون الناس ويقابلوهم بوجوه عبوسة و…إلخ، والله هذه الصفات فيهم، ونحن والله بيوتنا مفتوحة يأتي من شاء، لا نرد تبليغيين ولا إخوان ولا قطبيين ولا..ولا أحد،…أدعوهم إلى الله عز وجل ما عندي مانع، بشرط، لقاءك له بشرط أن يكون نافعا، ومبرئا للذمة، أما تلاقيه تجامله وتجاريه في بدعه فهذا ليس من النصيحة في شيء، بين أمرين:
إما عنك قدرة، وعندك شجاعة، أنك إذا جلست معه تبين له ما عنده لعل الله يهديه على يديك.
وأما ما عندك قدرة ولا شجاعة، فهنا ترجع إلى المصلحة، إن كان المصلحة في الهجران، فاهجره، لأن في هجرانه مصالح، والناس يعرفون أنه مبتدع فينفرون منه، فإذا رأوك وأنت طالب علم أو عالم تختلط به وتضاحكه وتمشي معه ظنوا به خيرا فوقعوا في حبائله، فتكون أنت بنفسك داعية إلى شر، فإذا كانت المصلحة تقتضي مصارمته والمصارمة هذه يتحقق فيها صد الناس عن بدعته وحمايته عن بدعته فقم بهذا الواجب، وإذا ما كان فيه مصلحة، ومفسدة تترتب كبيرة، وأنت ضعيف، ويزداد الناس جرأة على البدع، وكذا، فهنا لا تهجره، على حساب المصلحة كما قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره.
[شريط بعنوان: وجوب الاعتصام بالكتاب والسنة]