بداية الخروج بالكلام؛ الكلام في تهييج الناس وتثويرهم وشحنهم وإلقاء البغضاء بين الناس؛ هذه فتنة قد تكون أشدّ من السيف, ما يكون السيف إلاّ تعبيرا عمّا في النفوس, ولهذا عبد الله بن إباض – رئيس الإباضية من القعدة – يعدّ من الخوارج, يعني يحرك الناس بالكلام, وفرقة سموها: (القعدية) وهم من الخوارج يعني يحركون الناس بالكلام.
هو بيّن قال: “رحمة لهم” حتى لو كان رحمة, الرحمة لا يمنع من أن تعطي الظالم حقّه, هو كان يريد أن يخرجوا من الإسلام, ما كان يريد يقتلون, ما يريد أن يكون هذا مصيره أدركته الرحمة, لكن قال فيهم كلمة الحقّ التي يستحقّونها؛ يعني ما بكى بكاء التماسيح سياسة وإلاّ مثل بكاء الروافض, بكى بكاء رجل صادق مخلص رحمهم فعلا, لكن هذه الرحمة وهذه العاطفة لا تمنعه من أن يقول الحقّ.
[فتاوى في العقيدة والمنهج الحلقة الثانية]