الجاهل كيف يرد على أهل الباطل، لا يرد عليهم ويدحض أباطيلهم إلا بالعلم، قال الله قال رسول الله قال الصحابة قال السلف قال مالك قال الأوزاعي قال فلان، من الأقوال التي تنبثق من كتاب الله ومن سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، والرد على أهل البدع جهاد، أفضل من الضرب بالسيوف، وضرب بدع الإسلام خطير جدا لأنه لو سكت الناس عن الرد على أهل الأهواء لضاع الدين كما ضاع دين أهل الكتاب، فإنهم حرفوا وبدلوا وميعوا، [فما عجزوا]، ما كان هناك من ينكر ويحارب هذا التبديل، البدع تحريف لدين الله وإفساد لدين الله وإفساد للأمة، والذي يرد هذا الفساد إنما هو مجاهد لإعلاء كلمة الله ولحماية دين الله ولحماية هذه الأمة من ضياع دينها، إذا ضاع دينها ضاعت في الدنيا والآخرة، والسكوت على البدع بمثل هذه الحجة وأمثالها خطير جدا ((إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون)) فيبين بالعلم والحجة والبرهان ويدعوا إلى ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة، بارك الله فيكم، يتبرع إلى حماية دين الله ونشره في المسلمين وغيرهم بكل ما يستطيع من الوسائل ومن أضعفها هذا الرد من أضعف الوسائل هذا الرد وإلا الواجب أكثر من رد“من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان“ أرأيت لو أن المسلمين عملوا بهذا الحديث هل توجد هذه القبور المعبودة من دون الله وهل ينعق الناس بالزندقة والعلمانية علانية، ذلك راجع إلى ضعف المسلمين وإلى ترك هذا الأصل، رد البدع والنهوض بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، سكت الناس، ففسد الناس وغزا الإلحاد والزندقة والعلمنة والقومية كل ذلك من آثار السكوت وعدم مقاومة [الباطل والبدع] وإلا لو أن علماء المسلمين في العالم واجهوا هذه التيارات من بداية أمرها لما كان حال المسلمين هذه الحال الدنيئة [التي وجدت] وطأة الذل في كل مكان والذي مهد للإلحاد هو البدع وسكوت الناس عنها إما مداهنة وإما خوفا وجبنا وإما وإما… إلى آخر ذلك، هذا أصل عظيم يجب أن ينهض به المسلمون لأنه يدخل في النصيحة “الدين النصيحة” هذا من أساليب [القص]، لعظمة الدين، لعظمة النصيحة، “الحج عرفة“ أي معظم الحج، النصيحة الدين، الدين النصيحة، لأنها معظم الدين ولا يقوم الدين إلا بها، النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم فالنصيحة لله أن تعبده حق عبادته وكتابه أن تعمل به وتدعوا إليه وتدب عنه ولرسوله أن تحبه وتذب عن عرضه وتذب عن سنته وتتفقه فيها وتفقه الناس فيها والأمر بالمعروف أمر عظيم ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)) ما حازوا هذه المرتبة إلا بهذه الميزة العظيمة ومن صفات المؤمنين أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ((والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)) بارك الله فيكم، هذه[نضرة] صفات المؤمنين، فيا إخوتاه تعلموا العلم، يعني كتب الردود هي جانب من جوانب العلم المهم، اقرؤوا في أبواب الصلاة وأبواب الزكاة وأبواب الحج وأبواب العقيدة وفي أبواب الرد على البدع، يعني لا تهولوا، الإخوان شوف شغلتهم يعني الردود عن العلم، كل هذا ما هو صح، اشتغلوا بالرد اشتغلوا بالعلم، هذا والله علم حي، يبصر، بارك الله فيك، الشباب من باكورة حياتهم، طريق الهدى من طريق الضلال، يعرف كيف يمشي أول الطريق، وإذا كان يتعلم هكذا، ولا يعرف الشبه ولا يعرف الرد عليها يضيع، وقد يجلس عدد من الناس على عالم من العلماء لا [يشعر] بالبدع ونقدها وبيانها [فيتيه ويتيهون عن منهج] علماء السلف، الذي يعني يعلم الناس بس الخير وما يبين لهم الشر والبدع والضلالات هذا يزرع وتأتي الحيوانات والحشرات تأكل زرعه، ما حصل حماية، هذه حماية، [كغيرها من] الحمايات [كما التطعيمات] ضد الأمراض، [والحمايات] الصحية من الأمراض البدنية، الأمراض القلبية والنفسية تحتاج إلى حماية أكثر، [فنوجه] هذا الكلام إلى طلاب العلم وإلى العلماء أن يتقوا الله تبارك وتعالى وأن يعملوا بعلمهم وأن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، كل بحسب طاقته، لا بد من إنكار المنكر، [وقد] ورد من حديث ابن مسعود: “وليس وراء ذلك مثقال ذرة من إيمان” أو “مثقال حبة خردل من إيمان“ يعني: “من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان” في حديث ابن مسعود في حديث آخر يعني “وليس وراء ذلك مثقال حبة خردل من إيمان“ فالتغيير باليد إذا استطاع، ولده يغير بيده، في إدارته يغير بيده، في مدرسته يغير بيده، بارك الله فيكم، وإذا لم يستطع بيده فبلسانه، وإذا كان يستطيع بيده أو بلسانه ولم يقم بهذا الواجب فهو آثم، فإن عجز عن التغيير باليد وباللسان، فيغير بقلبه وهذا فرض عين لابد منه على كل مسلم، فإذا ما أنكر وغير بقلبه وأبغض هذا المنكر فهذا قد فقد الإيمان والعياذ بالله، تعلموا العلم واعملوا به، ومن [أهداف] الإسلام فيه، أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتنصح المسلمين وبعد ذلك الجهاد لإعلاء كلمة الله حتى تسل السيوف، بارك الله فيكم.
[شريط بعنوان: الرد على أهل البدع جهاد]