إذا كان في بلاد المسلمين والإسلام ظاهر فهذا لا يُعذر, أما إنسان ما بلغته الدعوة فهذا يُعذر بالجهل إلى أن تقام عليه الحجة ويُبيَّن له لأنّ الله عزّ وجلّ قال:( لأنذركم به ومن بلغ ) ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) .
فكثير من أئمة السلف ومن أجلّهم وأعظمهم ابن تيمية رحمه الله يرى العذر بالجهل حتى في الشركيات والكفريات إذا كان يجهل؛ وقع في الشرك أو وقع في الكفر وهو يجهل أنّ هذا شرك أو كفر ولم يبلغه من العلم ونصوص الشريعة ما يبين له أنّ هذا شرك أو كفر فهذا يُعذَر.
يعني يترك الصلاة مثلا: هذا عند جمهور الصحابة وجمهور أهل الحديث كافر وهذا ناقض من نواقض الإسلام, لكن ما بلغته الدعوة بوجوب الصلاة أو بوجوب الصيام أو غيرهما؛ أسلم ولم يبلِّغه أحد أحبّ الإسلام ودخل فيه لكن لم يبلغه أنّ هذا ركن من أركان الإسلام وأنّه من الواجبات فهذا يُعذَر ويُبيَّن له الحقّ -بارك الله فيك – فإن أصرّ على إنكار الصلاة وأنّها ليست من الإسلام فهو كافر مرتدّ.
[فتاوى في العقيدة والمنهج الحلقة الأولى]