لماذا تخص الأولياء المعبودين، أولا تعطي -إذا كنت ما تدعوهم وما تستغيث- تعطي حول نفسك شبهة، تنسب حول نفسك شبهة، فمن يراك من الموحدين الغيورين تتردد على القبر كما يفعله الخرافيون القبوريون، يجعلك منهم، ويظنك منهم، “فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه”، والرسول عليه الصلاة والسلام لما كان معتكفا وزارته صفية -رضي الله عنها- زوجته، ثم لما أرادت أن ترجع فخرج معها يقلبها، يعني يصرفها إلى بيتها، فمر به نفران، رجلان من الأنصار، فأسرعا، أو جريا، فقال: “على رسلكما إنها صفية”، هذا سيد الأنبياء عليه الصلاة والسلام، يريد أن ينزع التهمة عن نفسه، فقالا: سبحان الله يا رسول الله، قال: “إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فخشيت أن يقذف في قلوبكما شرا”، اعتذر هذا الاعتذار وقال: إنها صفية، خوفا عليهما من الهلاك، يسيئون الظن بالرسول عليه الصلاة والسلام، فدفع هذه التهمة عن نفسه، وأنقذهما من إلقاء نفوسهم في الهلاك، ويقذف الشيطان في نفوسهم شرا، فأنت يا أخي زور القبور، زورها للاعتبار، أما تتردد على الولي وتقول: هذا إكرام له! هذا غلط، هذه مفسدة، بارك الله فيكم، خاصة لما تأتي ترى الناس يتمسحون ويستغيثون، هل تنكر أم تسكت؟ بعض الناس ما يستطيع يأتي قبر الرسول لأنه يرى المنكر ما بيده يغيره، أنت ماذا الذي كلّفك تذهب إلى هذا الولي وتخصه بالزيارة؟ ولابد أن تجد عندها منكرات، فإذا سكتت أهلكتَ نفسك، ((لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون))، لعنوا على لسان نبيين كريمين، فأنت ما تغير الشرك ولا تنكره، تقول: عادي، ((والذين لا يشهدون الزور)) من صفات عباد الرحمن أنهم لا يشهدون الزور، يعني منها مشاهد ومواقع الضلال والفسق والعصيان، فلا يحضر القبور التي تعبد، لا يحضر الموالد، لا يحضر أماكن الفسق وشرب الخمر والمراقص والسينمات، هذه كلها من شهود الزور، كلها من مشاهد الزور ومجالس الزور ومواقع الزور.
[شريط بعنوان: الرد على أهل البدع جهاد]