لا شك أن التصنيف والتحقيق من رجل يعني حاز كفاءة وتبوأ مثل هذه المكانة ينتفع بذلك وينفع الناس، أما إذا كان تصدى لمثل التحقيق والتعليم قبل أن يتزود بالعلم الواسع، فإنه قد يضر نفسه ويضر بالآخرين، وعلى كل حال نحن لا ننصح شبابنا بالتسرع إلى التصنيف والتحقيق، إنما ننصحهم أن يكبوا على العلم، يدرسوا كتب الحديث وكتب التفسير وكتب المصطلح و…و…إلخ، فإن مَن قبلنا، كانوا [علماء] في كل ميدان من ميادين هذا العلم، فتجده محدثا وتجده مفسرا وفقيها ومؤرخا ولغويا…إلخ، والآن نرى بعض الشباب يندفع بسرعة إلى التأليف والتصنيف قبل أن [يلج] في فن واحد، فنحن نحذر شبابنا من هذه السرعة والمبادرة إلى التحقيق أو التصنيف قبل أن يتمكن من اللغة، وقبل أن يتمكن من أصول العلم، فيقع في محاذير كثيرة، فيقع في ضرر وفي أخطاء تضر به وتضر بالآخرين، على كل حال نحن نحث شبابنا على طلب العلم على طريقة السلف الصالح والمشاركة الفعالة في مختلف الفنون والعلوم، البلاغة والنحو والصرف و…، أنا أرى كثيرا ممن يتصدى للتحقيق والتصنيف وهو لا يعرف النحو ولا يعرف الصرف ولم يمارس فن البلاغة ولم يعرف شيئا من أصول الفقه، وهذا ينبغي أن يشارك فيها مشاركة جيدة ثم يتوسع في تخصصه، إن كان لغويا يتخصص ويستوع فيه، وإن كان يشتغل بالحديث فليتوسع فيه، بعد أن تكون له مشاركة في مختلف الفنون، هذا يساعده على حسن الأسلوب، [مع العمل والفهم والتدقيق]، وفق الله الجميع.
[شريط بعنوان:اللقاء الهاتفي الثاني 22-04-1416]