الإسلام يجيز المعاملة مع الكفار مع بغضك لهم، الموالاة: حبهم، الموالاة هي: المودة والمحبة والتناصر معهم، على باطل تنصرهم، يعني إذا كان هذا الكافر تحت ذمتنا ويعتدي عليه المسلم يجب أن تنصره، ولو كان كافرا وهذا لا يعتبر من الموالاة، هذا من العدل الذي شرعه الله تبارك وتعالى، ومن الوفاء بالذمم والعهود التي يتحتم على المسلمين إذا أبرموا عهودا ومواثيق مع الكفار أن يفوا بها، عرفتم، فالتجارة: الرسول -كما عرفتم- مات ودرعه مرهون عند يهودي، وكان المعاملات بين نصارى الشام، بين المجوس وبين المسلمين يأتون إلى المدينة في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، ولعلكم تقرؤون آخر سورة الجمعة وأن قافلة أقبلت من الشام بتجارة فانفض المسلمون ((وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما))، هذا أن قافلة قدمت بتجارة من الشام فسمع الناس بقدوم هذه القافلة وهم في أول الإسلام فخرجوا، وبقي مع الرسول عدد قليل عليه الصلاة والسلام، وإلى أن مات الرسول وفي أيام عمر تأتي التجارة من الكفار ولما فتحوا الدنيا استمر هذا التعامل مع الكفار، فالتعامل مع الكفار بالبيع والشراء ما فيه شيء، الحب والنصرة على الباطل هذه هي الممنوعة -بارك الله فيكم- هذا من الموالاة التي يحرمها الله، ومن يتول الكفار، الآن الذي ينصر صداما ويؤيده هذه هي الموالاة الباطلة الكافرة، لكن تأتي بكافر يساعدك على عدو خبيث تعجز عن مقابلته هذا ليس من الموالاة في شيء أبدا، فدعونا نفهم، كثير من الناس يعتبرون هذا من الموالاة، وهو خطأ في الفهم، وقصور في الفقه.
[شريط بعنوان: الاعتصام بالكتاب والسنة]