هذه لا يقولها إلا حزبي ضال، يفتري على الله وعلى المسلمين الكذب، و”من قال في مسلم ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال” -والعياذ بالله- هذا ظلم وإفك، هؤلاء الحزبيون أسوء وأخبث أنواع الإرجاء يتغلغل في أدمغتهم وفي كتبهم وفي قواعدهم ومناهجهم، إذ هم المحامون عن كل أهل البدع بما فيها القبورية والحلول ووحدة الوجود، فمن يذب عنها غير هؤلاء الحزبيين؟ عن جماعة التبليغ وهم عندهم أصول صوفية فيها وحدة الوجود والشرك والضلال والبدع ومن يدافع عن سيد قطب والبنا والمودودي وكتبهم مليئة بالضلال والانحراف ولاسيما كتب سيد قطب فيها الرفض والحلول ووحدة الوجود وإلى آخره، فهؤلاء لا يحاربون الإرجاء، كذابون -ورب الكعبة- ولا يحاربون شيئا إنما يحاربون المنهج السلفي فوجدوا شيئا يتعلقون به بعض العبارات من بعض الإخوان السلفيين ففرحوا بها وطاروا بها وأقاموا الدنيا وأقعدوها، فإن عندكم من يسب الأنبياء والصحابة لماذا تمجدونهم؟ وتجعلونهم فوق الأئمة؟ فوالله ما رأينا إرجاء أشد من إرجائهم، فما نقول: “رمتني بدائها وانسلت”، بل رمتنا بشر الأدواء وانسلت، المهم أن هؤلاء القوم سفسطائيون عندهم سفسطة ومكابرة -بارك الله فيك- للواقع عندهم من الدواهي مثل الجبال ويصدق عليهم ما قاله ابن عمر وغيره: “ما أسألكم عن الصغيرة وأجرأكم على الكبيرة” و”تسألون عن دم البعوض وتقتلون ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم“، يقولون إن هؤلاء مرجئة! طيب، ألا يقولون: الإيمان يزيد، الإيمان قول وعمل واعتقاد ويزيد وينقص والعصاة معرضون للعذاب في النار شديد، والمرابي وعيده كذا ما ورد من الوعيد في حق المرابين والزناة واللصوص وإلى آخره ويحذرهم من هذه الأشياء ويحذرهم من البدع كلها صغيرها وكبيرها، ثم قد يجدون بعض العبارات -بارك الله فيك- التي لا يجوز أن يوصم صاحبها بالإرجاء، يقولون: مرجئة!، مرجئة!، وهلكت الأمة!، وأكثره كذب، إذا كان تخافون عن دينكم وأمتكم لحذرتموه من ضلالات هذا الذي ذكرناه، ووقفتم لهم بالمرصاد، أما وأنتم تذبون عن هؤلاء وتضعون المناهج لحمايتهم، وتؤلبون الناس في العالم على أهل السنة والجماعة، فوالله عافى الله المرجئة من شركم، عافى الله المرجئة الأساسية التي هي مرجئة حقا عافاها الله من بلائكم، وليتكم تعقلون هذا الكلام ولكنكم مع الأسف قد أعماكم الهوى.
[شريط بعنوان: رفع الستار]