هذا الكلام لا نملك أن نقول فيه إلا أنه كلام باطل، إما أنه قام على عاطفة عمياء وإما المقصود منه المغالطات، أنا ما أعرف أحدا أفسد معنى “لا إله إلا الله” مثل سيد قطب، أبدا، ما أحد أفسد معنى “لا إله إلا الله” مثل سيد قطب، لأنه لا يعرف معنى “لا إله إلا الله” ولا درس التوحيد ولا عرف منهج السلف ومن أين يأتي له معنى التأليه ومعنى “لا إله إلا الله”، فهو من أجهل الناس وأضل الناس بتفسير “لا إله إلا الله”، أهل الكلام يقولون: لا خالق لا رازق إلا الله، وهذا يقول: لا حاكم لا خالق لا رازق لا مستعدي لا متسلط لا..إلخ، هذا تفسير “لا إله إلا الله”! ما زاد الناس إلا بعدا عن فهم “لا إله إلا الله”، وهو يمجد له كثير وكثير، ولا [أشك] أن هذه خطة مرسومة لضرب المنهج السلفي، ووالله لا أستبعد هذا، من إنسان يذهب إلى أمريكا ويعيش فيها سنتين -وهي تعادي الإسلام وتريد تفتيته وقد أعياها تفتيت صخرة الإسلام في هذا البلد- فقدمت هذا الرجل لضرب العقيدة السلفية والمنهج السلفي، لا أستبعد أبدا، فإن مكائد الأعداء خطيرة جدا، وهؤلاء السياسيون يتكلمون عن خبث الأعداء وعن مكائدهم و..و..إلخ، فما الذي يؤمننا أن يكون هذا من مكائدهم ومن مخططاتهم، لماذا ذهب ليعيش في أمريكا سنتين، وما يترك كنيسة إلا ويزورها، ثم يرجع يفسر الإسلام!، وقد عاش في حزب الوفد الملحد، وفي ذاك الحزب، وفي الحيرة، والبلبلة، ثم ينبري لتفسير “لا إله إلا الله” وتفسير القرآن وتفسير الإسلام ويأتي بالاشتراكية الغالية -بارك الله فيك- لما ذهب لأمريكا [يحترم] المخابرات الأمريكية كما يحترم نفسه، يعني قدمت وطلبت منه أن يسمح لها بترجمة كتابه “العدالة” وتعطيه عشرة ألاف دولار أو عشرة ألاف جنيه استرليني، فأبى سيد أن يعطيها للمخابرات البريطانية وقدمها لمركز أمريكي، فلماذا يرحب هذا المركز الأمريكي بهذا الكتاب؟ ولماذا تلهث المخابرات البريطانية من وراء هذا الكتاب؟ لو كان يمثل الإسلام أكان يحصل هذا؟ فيه الطعن في الصحابة، وفيه الاشتراكية الغالية، وهم يخططون للشرق الإسلامي أن تبسط الاشتراكية والشيوعية نفوذها عليه حتى تتحول إلى جسر، فهذا الكتاب ساهم هو وأمثاله في سياسة جمال عبد الناصر وسياسة البعثيين الاشتراكيين وسياسة قيادة الأنظمة الخبيثة التي قامت الآن على الاشتراكية، فالنظام البعثي في العراق نظام اشتراكي، والنظام السوري اشتراكي، وجمال عبد الناصر كان اشتراكيا، وأبو مدين في الجزائر اشتراكي، وكثير منهم يحتج بالاشتراكية الإسلامية، فساهم هذا الكتاب وأمثاله في تدمير الأمة الإسلامية، لهذا عرف أعداء الإسلام ماذا سيكون نتائج هذا الكتاب إذا انتشر في الشرق الإسلامي، لهذا لما قرأه البنا، قرأ وعرف ما فيه من الرفض وما فيه من الطعن في أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام وما فيه من اشتراكية، قال كلاما معناه إن هذه بضاعتنا ردت إلينا، هذه دعوتنا، ما استنكر الإخوان المسلمون، بل رحبوا به وفرحوا به لماذا؟ الشيء من معدنه لا يستغرب، لأن عقولهم تحمل الرفض وبغض أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام، وإلا لو كانوا مسلمين صادقين لكانوا أول من هاجم هذا الكتاب، الذي يحمل الاشتراكية المدمرة ويشتمل على الرفض والطعن في أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، فهذه أمور -يا إخوتاه- خفية، تخفى على أهل هذا البلد لأنهم يغلب عليهم السلامة والسذاجة، ولهذا وجد فكر الإخوان المسلمين وقيادة الإخوان المسلمين مرتعا خصبا في عقول شباب هذا البلد المسكين، فصاروا يسبحون بحمدهم ويقدسون لهم مع الأسف الشديد.
[شريط بعنوان: الحث على الاجتماع والائتلاف]