الله -سبحانه وتعالى- جعل من مميزات هذه الأمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن بالنسبة للحكام وجهنا الرسول -عليه الصلاة والسلام- أن يكون بحكمة، وأن يكون بلين، وأن يكون فيما بينه وبين هذا الأمير، يخلو به وينصح هذا، إن قبل فذاك المطلوب، وإن لم يقبل يكون قد أدى واجبه -يعني- طريقة التهييج التي يسلكها الثوريون الآن، هذه الطريقة لا تأتي بخير وليس فيها مصلحة وليس فيها إلا الفساد، طريقة التهييج والتشهير، وما يريد هؤلاء الناس [النصح]، إنما يريدون الشغب والفتن، العلماء الربانيون ما يسلكون هذه الطرق، فمثل الشيخ ابن باز كان يناصح، وكثير من العلماء يناصحون، يكتب كتابا، ينتهز فرصة يجلس مع مسؤول وينصحه بينه وبينه، لأن هذا أنفع ما يكون، هذا أنفع الطرق وأجداها -بارك الله فيكم- والآن الإنسان ترى أصغر الناس وينصحه أمام الناس فيحاربك، الإنسان لما تنصحه سرا لا يفعل شيئا لكن لما تنصحه أمام الناس تكون قد فضحته وشهرت به، كما ترون من فعل كثير من الناس فلا يناصحه حتى يكون أمام الناس ويتحمس، لكن الأمير نشبهه كالأسد إذا حركته يهلكك -بارك الله فيكم- يحتاج إلى لين وإلى حكمة -بارك الله فيكم- هذه أجدى الطرق، أرشد إليها الرسول عليه الصلاة والسلام، وهذا سعد بن عبيد رضي الله عنه قالوا له: “لماذا لا تنصح هذا الرجل؟ قال: تريدونني أن أنصحه أمامكم”، هذا معنى كلامه، أنا أنصح بيني وبينه، النصيحة مطلوبة والأمر بالمعروف مطلوب ولكن يتحرى المسلم الأجدى والأنفع للإسلام والمسلمين، لا يسلك الطرق المؤذية الضارة التي تضر به وتضر بالآخرين ما يسلكها.
[شريط بعنوان: هدم قواعد الملبسين]