(16) ثناء الشيخ حسن بن عبدالوهاب البنا –حفظه الله-.
قال وفقه الله: ((بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وأصحابه؛
أما بعد؛ شاء الله تعالى أن طلبتني الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية للتدريس بها في العام الدراسي 1391/1392 هـ وما بعده حتى عام 1405/1406 هـ، وقبل اختيار الجامعة لي كنت قد تعرفت على فضيلة الشيخ ربيع عن طريق شقيقي الشيخ محمد عبد الوهاب البنا –وهو قرين الشيخ ربيع في الدعوة إلى العقيدة السلفية ونبذ البدع-، وكان الشيخ ربيع قد تخرَّج في الجامعة الإسلامية ثم حصل على درجة الماجستير، وكان يدرس للحصول على درجة الدكتوراة وكان يحضر للقاهرة، ومقابلة بعض الأشياخ فيما يتعلق ببحوثه لدرجة الماجستير.
ثم نُقِل فضيلة الشيخ ربيع إلى مكة المكرمة لمتابعة دراساته، وبحوثه –بين مكة والمدينة- تحت إشراف الأساتذة المشرفين على البحث، وكنت أسافر إلى مكة للعمرة، وأُصاحب أخي لزيارة الشيخ ربيع، وأحيانًا كان هو يدعونا لزيارته، وكانت جلساته أكثرها عن العلم –وبخاصة علم الحديث-، وكنا نستفيد من مناقشات شقيقي والحاضرين مع الشيخ ربيع في هذه الجلسات.
ثم التحق فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي للعمل بالجامعة الإسلامية للتدريس بِها بعد حصوله على درجة الدكتوراة، وكان مُنكبًا على الدرس والتدريس، ثم استقر في المدينة حيث كنا نزوره ونستفيد من علمه أثناء تواجدنا لتدريس العقيدة والعلوم الشرعية بالجامعة الإسلامية مع أستاذي وزميلي فضيلة الأخ الدكتور سعد عبد الرحمن ندا أستاذ العقيدة بالجامعة الإسلامية، والذي كان يناظر أهل البدع والانحراف في العقيدة من مدرسي الجامعة وغيرهم من أهل المدينة.
وكان فضيلة الشيخ ربيع بن هادي على صلة دائمة ودائبة بالأشياخ من أهل السنة، وعلى رأسهم الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ ناصر الدين الألباني –رحمهما الله- وغيرهما؛ وقد أخذ من علمهم ومناظرتهم، ثم بَرَع في تتبع كلام الدعاة على الساحة، ووزن أقوالهم بأصول أهل السنة، فمن وجده موافقًا أثنى عليه بما هو أهله –دون أن يزكيه على الله-، ومن وجده مخالفًا لأصول أهل السنة –عن علمٍ منه- نصح له، فإن رجع فهو أخٌ له؛ وإن لم يرجع وأصر على نشر بدعته، ذكره في أحاديثه بأنه خالف الأصول في كذا وكذا، وأنه نصح له فلم يرجع حتى يعرف الناس من هم أهل السنة الأصلاء ممن عراهم للمفاصلة والْمُباينة؛ وهو يرى تبعًا لأصول علم الجرح والتعديل، أنه لو تُرِك أحدهم في مخالفته لتبعه غيره، وفي مسألة تخالف الأصول لتعداها إلى غيرها؛ ولاجتاح البعض أصول أهل السنة بالزيادة فيها، والنقصان منها، أو تفصيل مجملها بما لم يقل به السلف؛ فكل من هؤلاء الذين يُراجعهم في مخالفاتِهم ينزعج من كلامه لأنه يكشف عورته أمام الناس فيعرفونه بنقصه، وربما انصرفوا عنه.
هذا وقد نَسَبَ إليه بعض أهل العلم أنه شديد في الحق؛ وهذه مَحمَدة وليست مذمة؛ وحجته ما سبق أن بيناه.
وقد حاول البعض إثناء الشيخ ربيع عن ثباته على الحق ونُصرة أهله، والدفاع عنه أمام كل مُبتدع ومناهض لأصول أهل السنة؛ ولكن الله ثبته وزاده ذلك قوة في الحق، وأخذًا بِهذا السبيل الذي فيه الكشف عن عورات المبتدعة وأساليبهم الظاهرة والخفية.
وأنا أشهد –رغم ضعفي في العلم والذي أرجو أن يجبره تمسكي بأصول أهل السنة والجماعة وما يتبعها من فروع- بأن فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي من علماء أهل السنة والجماعة عن علم وجدارة؛ وكلمتي هذه للتعريف به حتى يجد الحيارى من هذه الأمة بعد الله سبحانه وتعالى، من يرشدهم ويأخذ بأيديهم إلى طريق أهل السنة والجماعة والفرقة الناجية إن شاء الله ليتحقق للأمة الوحدة تحت لواء التوحيد والسنة، فتعز وتنتصر، ويَعمها السعادة الدنيوية والأخروية.
ولا يفوتنا أن ننوه بأن فضيلة الشيخ مقبل بن هادي –رحمه الله- كان يأخذ من نفس الْمَعين الذي أخذ منه الشيخ ربيع بن هادي، وهو من أقرانه؛ وكلاهما معروفٌ بشدته المحمودة على المخالفين لأصول المنهج السلفي.
وكذلك الشيخ محمد عبد الوهاب البنا –من مؤسسي جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر، ومدير التوجيه الإسلامي بمديرية التعليم بجدة بالمملكة السعودية سابقًا- هو من أقران الشيخ ربيع الذين شاركوه في الانتصار للسنة وقمع البدعة.
وقد استفدت من الشيخ ربيع كثيرًا، وتعلمت من كتبه، ويُشرفني أن أكون واحدًا من طلابه)).
إلى أن قال: ((ويجب على الجميع -عند التنازع- أن يتحاكموا إلى الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح، وأن يدعوا التعصب الذميم والتقليد وبَطَر الحق، وغمط أهله، وأن تكون النصيحة بالتي هي أحسن، مع تقدير كلٍّ قدره.
وهذا الذي دبجته يشهد له سلوك الشيخ ربيع مع الموافق لمذهب أهل السنة والمخالف له، ويتضح ذلك من كتاباته ودروسه ومناظراته ومحاضراته، وموقعه على مركز سحاب)).
وكتبه
حسن عبد الوهاب البنا
عضو جماعة أنصار السنة المحمدية
والمدرس السابق بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
وعضو التوعية الإسلامية بالمدينة سابقًا
ليلة الخميس 30 من ربيع الأول 1425هـ