أنا ذكرت لكم شيئا مما ناقشت فيه الدارقطني, فإنّ الحديث إذا كان له طرق صحيحة وله متن وهم فيه بعض الرواة فإن هذه العلة تخص السند ولا تتعدى إلى المتن وإذا كان ليس له إلاّ ذلك الإسناد أو له أسانيد أخرى لكنّها لا تنهضه من الضعف إلى الصحة فهنا تكون العلة موجّهة إلى المتن ومُؤثِّرةٌ فيه, وهذا الكلام ليس عند ابن حجر في النّكت, كأنّكم ما تقرؤون في مقدمة ابن الصلاح وتدريب الراوي وما شاكلها هذا الكلام في مقدمة ابن الصلاح ومثّل للحديث الذي تؤثّر العلة في إسناده دون متنه بما رواه الثقة يعلى بن عبيد عن سفيان الثوري عن عمرو بن دينار عن ابن عمر عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال: “البيّعان بالخيار” الحديث, فهذا إسناد متصل بنقل العدل عن العدل وهو معلل غير صحيح والمتن على كلّ حال صحيح, والعلة في قوله عن عمرو بن دينار إنّما هو عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر, هكذا رواه الأئمّة من أصحاب سفيان عنه فوهم يعلى بن عبيد وعدل عن عبد الله بن دينار إلى عمرو بن دينار وكلاهما ثقة.
[لقاء حديثي منهجي مع بعض طلاب العلم بمكّة]