هذه قالها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ولا أريد هذا المعنى، لا أريد أنه يُرَدْ روايات كل مبتدع، فمن المبتدعة دعاة، وهؤلاء لا شك أنهم كذابون حقا، ولهذا تَجَنَّبَ سلفنا الصالح الرواية عنهم لأنهم لا يَسْلَمُون من الكذب تبريرا لدعواتهم وتزيينا لها، وآخرون لم يكونوا دعاة ولم تكن عندهم تلك الأهواء الجامحة، وربما كانت عندهم شبه، لهذا تراهم لا يدعون إليها، والمؤمنون والمسلمون وأهل العلم وطلاب العلم في مأمن من شرهم، فلما اتصفوا بهذه الصفات، ابتعدوا عن دعوة الناس إلى الضلال، وحفظوا أنفسهم من الدعوة إلى الباطل، وَثِقَ بهم أهل السنة والجماعة، وعذروهم، وربما رمي بعضهم ببدعة، إما أن يكون قد أقلع عنها، وإما ظلت شبهة في نفسه لا يجزم بأنها حق، فقبلوا الرواية عنهم، وأخذوا ما يحتاجونهم من حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام ومما يجيء عن طريقهم.
[شريط بعنوان:تقوى الله والصدق]