بين مسلم [أنهم يروون الكذب] من غير قصد، فيه إنسان يتعمد الكذب، “من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار“، لكن إنسان ما تعمد الكذب، وروى كلاما ظنه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم من غير قصد، مثل هذا الذي جاء إلى شيخ وهو يُحَدِّث، فلما رأى شريكا قد قرأ الإسناد، ذكر الإسناد، ولم يذكر المتن، فرأى سعد بن أبي بردة رجل صالح عابد، فقال: “من حسنت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار”، فظنه حديثا، فراح يرويه، هذا لعدم معرفته بالحديث جعله يروي هذا حديثا، لم يتعمد، وقد يجري الكذب على لسانه في أي حديث وهو بريء منه، يتوهم، مثلا يقول فلان قال كذا وكذا فينسب إليه قول وهو ما قاله، وهو ظن، ممكن كلامُ غيره [نسبه] إليه، الشاهد أنه ما تعمد، لا يتعمد الكذب وإنما يقع منهم على سبيل التوهم ومن باب الخطأ، لماذا؟ لأن هؤلاء الصالحين مشهورون بالعبادة، ما اهتموا بإتقان الحديث، وحفظ الأسانيد، فانشغالهم بالعبادة جعلهم ضعفاء في باب الرواية، فيغلط، فينقل كلاما يظنه حديثا، وقد يقول شخص كلاما فينقله عن غيره، وهكذا، ويتعنت!.
[شريط بعنوان: جلسة في يوم الخميس]