يعني مثلا عندنا مجموعة من تلاميذ الزهري يتفقون في رواية حديث عنه، فيأتي أحدهم فيروي حديثا تبحث فلا تجد أحدا من تلاميذ الزهري شارك هذا الإنسان في رواية هذا الحديث، فإن كان ضعيفا هذا المتفرد، كان الحديث ضعيفا، وإن كان من المتقنين الملازمين للزهري فلا يضر هذا التفرد، بل يوجد كثير من هذا النوع في الصحيحين، حوالي مئتي حديث وقد جمعها الإمام عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي أو الضياء أحدهما، هذا لا يضر، هذا المتفرد إذا كان ثقة ثبتا ضابطا فلا يضره هذا التفرد، خاصة إذا كان ملازما لهذا الشيخ الذي روى عنه.
الشطر الثاني: “ما هو الإسناد البصري؟” يعني الإسناد من أوله أو أغلبه مروي في البصرة، الحديث أو أغلبه عند أهل البصرة، لا تجده في الكوفة، أو قد يكون في الإسناد البصري عن البصري إلى آخره، أهل البصرة فلان عن فلان، مثلا من البخاري أو من مسلم أو من عبد الرزاق أو من ابن أبي شيبة يعني رواه كوفي عن كوفي عن كوفي أو بصري عن بصري عن بصري إلى الصحابة قد يكون الصحابي من سكان الكوفة فهذا الإسناد كله كوفي والآخر كله بصري.
وهذه من الطرائف عند أهل الحديث ومن اللطائف عندهم، يعني من الأمور التي ينبغي أن يعرفها علماء الحديث، أما لا دخل لها في صحة الحديث أو ضعفه لا دخل لها كل هذه لطائف كما يقال، وأهل الحديث طبعا يعطونها قيمة، كون المحدث يعرف هذا الأمر، هذه من طبيعة كونه محدّثا.
[شريط بعنوان:تقوى الله وثمارها الطيبة]