الشيخ الألباني-وقبله علماء أكبر منه مثل أبي داود والترمذي والنسائي- الناظر في كلامهم وأحكامهم على الأحاديث بين أمرين:
إما أن يكون جاهلا، لا يمكنه أن يصحح أو يضعف، هذا يقلد.
وإما إنسان متمكن، طالب علم قوي، عالم متمكن من التمييز، بين الصحيح والضعيف، عنده قدرة تأهله لهذا التمييز بين الصحيح والضعيف، يدرس تراجم الرجال، ويدرس العلل، وكذا وكذا، لتكون النتيجة هي موافقة هذا الإمام أو مخالفته، في ضوء البحث العلمي، القائم على المنهج الصحيح، وطرق أهل الجرح والتعديل.
نعم ثم التقليد في الجرح والتعديل هذا شأنه -بارك الله فيكم-، يعني: لو أن إنسانا لا يتمكن من العلم وقف على كلام للبخاري، لمسلم، لأبي داود: فلان كذاب، فلان سيّء الحفظ، فلان واه، فلان متروك، فلان كذا وما وجد أحدا يعارضه، يقبل كلامه لأنه خبر من الأخبار، ما هو فتوى، يقبله لأنه خبر من الأخبار، وقبول أخبار الثقات أمر ضروري لا بدّ منه.
لكن إذا كان طالب علم، ووجد من يخالف هذا الرجل الذي جرحه ثم وجد إماما آخر قد خالفه وزكاه، فحينئذ لا بدّ من تفسير هذا الجرح، لا يسلم لهذا الجارح طالما هناك عالم آخر يعارضه في هذا التجريح.
فإذا لم يعارضه أحد يُقبل، وإذا عارضه فلا بدّ من بيان أسباب الجرح – بارك الله فيكم – والأمر موجود في كتب المصطلح وكتب علوم الحديث.
هذا الشيء معروف عند طلاب العلم فراجعوه في “مقدمة ابن الصلاح”، وراجعوا “فتح المغيث” وراجعوا “تدريب الراوي”، وراجعوا كتب هذا الشأن، علوم الحديث وعلوم الجرح والتعديل.
[الحث على المودة والائتلاف]