إذا جامع الرجل زوجته وأنزل الماء في رحمها فيكون مدة أربعين يوما نطفة، ثم الله تبارك وتعالى ينقله إلى طور آخر وهي علقة، ثم ينقله إلى طور آخر -أربعين أخرى-مضغة، وهي مضغة اللحم والعلقة من الدم، فهي أطوار ( وقد خلقكم أطواراً )، من نطفة إلى علقة إلى مضغة إلى جنين، ثم يكسو العظام لحما، ثم ينشئه خلقا آخر سبحانه وتعالى.
على كل حال، قد يكون الإشكال عند القدرية يعني كونه يعلم سعادته أو شقاوته وهو في بطن أمه وهذا من ضلالهم، فإن الله تبارك وتعالى قد علم ذلك في علمه الأزلي ثم سجل ذلك في اللوح المحفوظ، ثم هذا التسجيل مطابق لما علمه الله في الأزل ولما سجله في اللوح المحفوظ، وهؤلاء أُتوا من أهوائهم واغترارهم بعقولهم وإلا فالمسألة مسلمة وبديهية عند السلف. ونرجوا أن لا يكون السائل متأثرا بأفكار هؤلاء.
[شرح أصول السنة]