طبعا هذه فرقة – والله أعلم – يعني دُسَّت على أهل السنة، وتظاهرت بالحماس ضد البدع حتى صارت [تصنف] البدعة كأنها من أشد أنواع الكفر، وكان مغزاهم من هذا الفتنة، وتفريق وتبديع صفوف السلفيين، فما وجدوا شيئا يعني يفرقون به السلفيين و…، إلا ابن حجر والنووي وأبو حنيفة والشوكاني و…إلخ، مجموعة، وابن الجوزي، وراحوا يقولون جهمية وراحوا يطعنون، وراحوا يشوهون، وهدفهم تشويه وتمزيق السلفية، أولا السلفيون لماذا يأخذون العلم عن هؤلاء؟ لماذا يقرؤون من كتبهم؟ لماذا يقولون الحافظ؟ لماذا يقولون كذا؟ الذي يقول: “قال الحافظ ابن حجر”، قالوا مبتدع، يسألك: “هل ابن حجر مبتدع أو ليس مبتدعا؟” تقول ما أستطيع أن أقول مبتدع أقول أشعري عنده أشعرية، بيَّنت، يقول: لا قل مبتدع، ما يلزمني شرعا أن أقول هذا، السلف كثيرا ما يترجمون لبعض المبتدعة ولا يقول مبتدع ولا يقول قدري ولا يقول رافضي، يترجم له ويمشي، فلا يلزمني أن أقول فلان مبتدع، فلان مبتدع…، يلزمني أن أبين بدعة، بدعة في كتاب وأحذر منها.
فأنا أقول الآن: إن ابن حجر درس المنهج السلفي وعرفه ولم يستطع أن يصدع به، ولا شك أن عليه مسؤولية فيما سجله في كتابه “فتح الباري” من أمور وعقائد الأشاعرة، فالله يتولاه، لكن رجل ثقة، رجل خدم السنة، لا يستغني طلاب السنة عن كتبه الكثيرة، مكتبة كلها في خدمة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، هفواته فقط ما كانت إلا في بعض المواضع من “فتح الباري”، وقد انتقدها السلفيون ومنهم الشيخ ابن باز، ومنهم الشيخ العباد، ومنهم الشيخ السعدي، حذروا وبينوا، ونحن ندرس في “فتح المجيد” وفي غيره نقد للنووي أيضا وبيان ما عنده من تأويلات، فنحن نقول أشعري، النووي عنده أشعرية لكنه خدم “صحيح مسلم” وخدم السنة وعلوم الحديث وألف فيها -بارك الله فيك- أشياء ما يستغني عنها أهل السنة، فهم ثقات عندنا، مثل ما أخذ سلفنا عن بعض من وقعوا في بدع، مثل قتادة وقع في القدر، ومثل سعيد ابن أبي عروبة كذلك، ومثل غيرهم ممن وقع في بدعة القدر أو بدعة الإرجاء أخذوا عنهم، لأنهم حملوا العلم وفيهم الثقة متوفرة، والصدق والعدالة موجودة فيهم، فأخذوا عنهم، فنحن نقول إن هؤلاء ثقات ونقلوا لنا علوم السلف فنستفيد من كتبهم وإذا سئلنا عن أخطائهم نقول نعم عندهم أشعريات موجودة في “فتح الباري” وموجودة في “شرح صحيح مسلم” أما سائر كتب ابن حجر فهي عبارة عن مكتبة، في الرجال ألف عددا من الكتب، وفي السنة ألف عددا من الكتب، “المطالب العالية” و”إتحاف المهرة” و”فتح الباري” و”مقدمة فتح الباري” وأشياء كثيرة كثيرة كثيرة، “تهذيب [تهذيب] الكمال”، “لسان الميزان”، كل حياته أفناها في خدمة السنة ووقع في هذه الأشياء، هذه الأشياء التي وقع فيها نحذر منها، وتلك الأشياء التي تخدم السنة ولا نستغني عنها نستفيد منها، ولا نقول من لم يبدع ابن حجر مبتدع، ولا نقول من ترحم على ابن حجر مبتدع كما يقول هؤلاء السفهاء المدسوسين الذين دسهم أعداء الإسلام من المبتدعة، دسوهم في صفوفنا لإيجاد البلبلة والزلازل والفتن، فهؤلاء شر من أهل البدع والعياذ بالله، وقد فعلوا الأفاعيل في أوساط السلفيين، وكلما تخلص السلفيون من مثل هذا النوع جاءوا بنوعيات جديدة تلبس اللباس السلفي وتحارب المنهج السلفي تحت هذا الستار، فنحن نحذر من هذه النوعيات، ووالله لقد بلونا فيهم الكذب، بلونا في هؤلاء الكذب، في حقيقة أنفسهم وفيما يقذفون به الأبرياء من السلفيين، وأخيرا، هذا الصنف ليس مقصودهم ابن حجر والنووي إنما مقصودهم التخريب في أوساط السلفيين وإشاعة الفوضى والبلبلة في أوساطهم، ونسأل الله أن يريح الناس من شرهم.
[شريط بعنوان:تقوى الله والصدق]