والله الذي [يلتزم] بالعقيدة السلفية والمنهج السلفي، أو العقيدة السلفية لا يخالف المنهج، لأن المنهج والعقيدة متلازمان تماما -هذا إن قلنا بالفرق بينهما- فإن هذا التفريق ما عُرف إلا في هذا العصر، أشاع أهل البدع التفريق بين العقيدة والمنهج ليضحكوا على الشباب السلفي، فبدأت بدعتهم بهذه الفكرة، يعني قل: أنا سلفي معتقدا إخواني منهجا، المنهج الإخواني يحارب العقيدة السلفية، وتبنى مؤاخاة الروافض والنصارى ويحارب العقيدة السلفية والمنهج السلفي، فإذا فرّقتَ بين العقيدة والمنهج والتحقتَ بهؤلاء السياسيين الماكرين أصبحتَ عدوا لدودا وخصما للعقيدة السلفية والمنهج السلفي وأهلهما، فهذه بداية الضحكة على السلفيين، وكنا نسمع من يقول: أنا سلفي معتقدا إخواني منهجا، يقول ذلك رافع الرأس، ثم نلتمس منهم العداوة والنفور لأهل السنة والاستهانة حتى بالعقيدة السلفية والمنهج السلفي، على كل حال هذا تفريق فاسد، إن فرقنا من ناحية علمية بين العقيدة والمنهج لكن نرى تلازمهما وأنهما جميعا يلزمان المؤمن وأن عليه أن يعتصم بالعقيدة والمنهج، المنهج معناه: الاستدلال بنصوص الكتاب والسنة والتفقه فيهما والعض عليهما بالنواجذ والذب عن السنة والموالاة على كتاب الله وسنة رسول الله ومنهج السلف الصالح، هذا هو المنهج، والذي يتخلى عن هذه الأمور، يتخلى عن الدين وأصبح خلفيا قبيحا ضالا مضلا، إذا قال: أنا يكفيني العقيدة أما المنهج فلي الخيار، فمن أين لك هذا؟ ((وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)) على كل حال، علينا أن نلتزم بكتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام عقيدة ومنهجا وأخلاقا، ومن حاد في العقيدة فهو ضال، ومن حاد عن المنهج فهو ضال مبتدع، وأول من حاد عن المنهج هم الخوارج، كانت عقائدهم سليمة، يعني في أبواب صفات الله ليسوا بالمعطلة، وفي توحيد الله ما كان عندهم بدع وشركيات وضلالات، وانحرفوا في الحاكمية وما يتبعها فصاروا من شر خلق الله، وأمر رسول الله بقتلهم بعد أن أخبر بأنهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرميّة، أرأيتم آثار الانحراف عن المنهج؟ إلى ماذا تؤدي، افهموا هذا وأجيبوا هؤلاء الملبسين المخادعين بمثل هذه الإجابة إن شاء الله، ونسأل الله لهم الهداية.
[شريط بعنوان: الاعتصام بالكتاب والسنة 6-2-1423]