حسن البنا قد كتب فيه وفي بعض قيادات حركته كتاب للأخ فريد، نسأل الله تبارك وتعالى أن يهيئ طبعه ونشره، كتاب جيد، وذكر فيه عقيدة حسن البنا الصوفية الأشعرية وليست صوفية عادية بل هي صوفية غالية منها شد الرحال إلى القبور والأناشيد التي قد يكون فيها وحدة الوجود والموالد والخرافات والعلاقة مع الروافض والعلاقة مع غيرهم من النصارى وغيرهم، ذكر هذه التفاصيل في هذا الكتاب الذي نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعجل إخراجه، أما سيد قطب فأنا تابعته في كتيب وأسأل الله تبارك وتعالى أن ييسر طبعه وإخراجه للناس حتى يقفوا على حقيقة من كذب، فإن الناس بسبب الدعايات المضللة الخطيرة -يعني- تصوروا الأشخاص على غير صورهم وعرفوا الحقائق مقلوبة على غير ما هي، ولكن الله -تبارك وتعالى- الذي تعهد بحفظ دينه ونصره وإزهاق الباطل لابد أن يظهر الحق ويبطل الباطل ولو كره أهله، فكنا نعرف شيئا أو أشياء عن سيد قطب وكنا نتعلل ونعتذر للرجل بأنه رجل مخلص يريد الحق ولكن أخطأ الطريق إليه، وبالدراسة المتأنية وجدنا الأمر غير ذلك، وجدنا عنده عقائد خطيرة جدا منها:
كلامه في نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام بما يشبه الطعن، وإساءة الأدب معه، قال فيه كلاما لا يحتمله المسلمون أبدا، وقد يكفرون به ولا شك.
وقال بالحلول ووحدة الوجود والجبر وهي عقائد خطيرة جدا، طبعا يقول السلف عن وحدة الوجود: إنها أضل من كفر اليهود والنصارى، ويتلاعب أتباعه ومحبوه بعقول الناس، فيقولون رجع رجع رجع، ولكن الأدلة تثبت أن الرجل لم يرجع عن هذه الأشياء.
وقال بخلق القرآن وأن الله -تبارك وتعالى- لا يتكلم وأن كلامه مجرد الإرادة، وهذا إغراق في الضلال وفي مذاهب الاعتزال، وقد كفّر السلف بالقول بخلق القرآن وهذا شيء مشهور.
وقال بتعطيل صفات الله عز وجل على طريقة الجهمية، ويبالغ ويؤكد في ذلك، في كتابه “الظلال” وفي “التصوير الفني” وفي غيره.
وطعن في أصحاب رسول الله أشد الطعون، طعنهم بسلاحين رهيبين، سلاح الشيعة الحاقدين على أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وسلاح الاشتراكيين لأنه تصور أن أصحاب رسول الله كانوا رأسماليين إقطاعيين، فهاجمهم بهذا السلاح الاشتراكي، طعن في خلافة عثمان وأسقط خلافته، قال إن خلافة علي كانت امتدادا طبيعيا لخلافة أبي بكر وعمر أما عهد عثمان فكان فجوة بينهما، وقال إن روح الإسلام قد تحطمت في عهده، وأسس الإسلام تحطمت في عهده، وروح الإسلام فقدت في عهده، وفضل الثوار عليه تلاميذ ابن سبأ، ورأى أنهم أقرب للإسلام منه، وبالغ في مدح الثورات، حتى ثورة جمال عبد الناصر بالغ في مدحها حتى ثورة القرامطة أدخلها في الثورات الإسلامية الغيورة، وأسرف في هذا كثيرا وكثيرا في الطعن في الصحابة وأساء جدا، وما وراء ذلك عقائد كثيرة فاسدة، لا تحصى، سجلنا منها شيئا وتركنا أشياء، منها:
قوله بالاشتراكية التي غلا فيها وهي أمر خطير جدا، لأن دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم حرام معلوم حرمتها بالضرورة من دين الإسلام، كيف يأتي إنسان ويقول إن للدولة أن تنزع الملكيات والثروات جميعا وتعيد توزيعها من جديد ولو قامت على أسس إسلامية ونمت بطرق إسلامية.
ثم إنه كفّر الأمة كلها، كل الأمة كفّرها، واعتبر مساجدها معابد جاهلية، ومن العجيب أن من ينتسبون إليه يدسون أنوفهم في التراب أو رؤوسهم في التراب في الرمال كما يقال، ويرمون غيرهم بأنهم يكفرون المسلمين، ويقال لهم: رمتني بداءها وانسلت، الذين يربون شباب الأمة على “الظلال” وعلى “معالم في الطريق” التي امتلأت بتكفير الأمة، كيف تكون نتيجة هؤلاء؟ نتيجة هذه الدراسة في عقول هؤلاء الشباب؟ ما تكون النتيجة إلا تكفير الأمة وغرس الأحقاد في نفوسهم على هذه الأمة الجاهلية التي خرجت من الإسلام، إلى غير ذلك من البدع الكبرى التي جددها سيد قطب، وأحياها في كتبه، فإن كان سيد قطب مجددا، فما رأينا له تجديد إلا إحياء هذه البدع، وأنا أرجو لشباب الناس شباب المسلمين ألا يعبِّدوا أنفسهم للأشخاص وألا يركضوا وراء العواطف العمياء، بل عليهم أن يحكموا دين الله في الأشخاص وفي الأقوال وفي العقائد إن كانوا قد رضوا بالله حاكما كما يقولون، وبحاكمية الله عز وجل، أن يحكّموا هذا في أنفسهم قبل كل شيء، وفي الناس جميعا، وفي معتقداتهم، ويزِنون عقائد الناس وأعمالهم وأقوالهم بميزان الله العدل الذي لا يحيف ولا يظلم، ويصدعوا بالحق، فإن سلفنا الصالح رضوان الله عليهم هكذا تعاملوا مع عقائد الناس وأقوالهم، ولهذا تجد في كتبهم -يعني- يزِنون الفرق والطوائف بميزان الله -تبارك وتعالى- وينزلون كل طائفة المنزلة التي تستحقها، ويصنفونها ويضعون الأشخاص والطوائف في مواقعهم، لا يرفعون شخصا ولا جماعة فوق المكان والمنزلة التي يستحقونها، وهكذا يجب أن نتعامل مع هذا أو ذاك سيد قطب أو غيره، نتعامل معه في ضوء الكتاب والسنة وبميزان الله العدل الحق، الذي لا يحيف ولا يظلم، أما أن نتلاعب بموازين، ونزِن الناس بأهوائنا، ونرفع من شئنا بأهوائنا ونسقط من شئنا بأهوائنا فهذا هو الضلال والهوى الذي ما وراءه ضلال ولا هوى، ونعيذ بالله شبابنا أن يكون على هذه الشاكلة.
[شريط بعنوان: توجيهات ربانية للدعاة]