هي ينبوع كل الفتن! لما قالوا هذا الكلام وهذا الأصل وأن الأعراض مخلوقة وتدل على حدوث الأجسام، والأجسام تدل على حدوث الكون؛ هذه السلسلة الخبيثة انطلقوا منها إلى تعطيل صفات الله؛ وقالوا: لأننا إذا أثبتنا أسماء الله وأثبتنا صفاته فهذه أعراض فيلزم من هذا تعدد الآلهة وأن الأعراض تقوم بالله عز وجل!!
فكلامهم هذا كله من هذا الأصل! ونفوا أن يكون القرآن كلام الله بهذا الأصل فهو ينبوع الضلال، لماذا؟ لأن الأشياء هذه كلها -عندهم- أعراض!
هذا حاصل كلامهم وقلدهم الكلابية؛ عبد الله بن سعيد بن كلاب كان من أهل السنة وردّ على المعتزلة كثيرا من ضلالاتهم لكنه تأثر بهذا الأصل فتبناه فتوصل إلى أن القرآن هو الكلام النفسي وتوصل إلى تعطيل الصفات الخبرية والاختيارية وتابعه في ذلك الأشاعرة!
الأشعري تابعه أولا ثم تراجع وبقي الأشاعرة على هذا المذهب الكلابي ينفون النزول والمجيء والضحك والرضا والغضب وأن القرآن هو كلام الله تبارك وتعالى؛ ينفون هذه الأشياء لأنها أعراض! فكلهم انطلقوا من هذا الأصل الخبيث فضلوا ضلالا مبينا فهذا الأصل هو ينبوع الضلال كما قال شيخ الإسلام رحمه الله.
[فتاوى في العقيدة والمنهج (الحلقة الثالثة)]