يسخر من السلفيين إذا هجروا أهل البدع؟ نعم حتى أنهم ألفوا كتبا في هذه الأشياء، وميعوا الأمور وقالوا ينظر الإنسان إلى المصلحة والمفسدة، الشاب الغر المسكين الذي لا يفقه لا عقيدة ولا منهج عنده شيء، طرف من العلم وعنده طرف ومبادئ من الدعوة السلفية بعقيدتها ومهجها لكن لم ما رسخت قدمه، فيرمي نفسه في أحضان أهل البدع، يدعونه إلى أن يرمي نفسه في أحضان أهل البدع، أما منهج الله الحق الذي قام عليه منهج السلف الصالح: الحفاظ على ما أعطاك الله من الخير، ولا تغامر به، ولهذا يقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام تحذيرا من أهل الشر وعلى رأسهم أهل البدع لأن البدع شر الأمور كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: “وشر الأمور محدثاتها” عليه الصلاة والسلام، شر الأمور محدثاتها، وقال: “مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك -وهو الجليس الصالح- إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة” فأنت مستفيد جدا منه، على كل حال من الأحوال، و مثل “جليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك” يعني يحرق دينك، ((ولباس التقوى ذلك خير)) يحرق هذا اللباس الطيب، لباس التقوى ولباس الدين “إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا منتنة“، تؤذيك هذه الريح وتمرضك وتفسد مزاجك -بارك الله فيكم- وتنحرف طباعك فتصبح لا تميز بين الحق والباطل، قد ترى الباطل حقا والحق باطلا، [فتذهب بجهلك] لأهل البدع والأهواء، لأنهم يزينون لك الباطل كما شهد الله عليهم وبيّن خبث نواياهم وطواياهم، قال الله تبارك وتعالى ((هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم))، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : “إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمّى الله فاحذروهم“، أنأخذ بتوجيهات الرسول بل بتوجيهات ربنا أو بتوجيهات المضللين المضيعين الذين ألفوا الكتب في حماية أهل البدع والذب عنهم وفي محاربة أهل السنة، ومن حربهم الخبيثة حربهم لأهل السنة ولشباب أهل السنة إذا راموا النجاة والخلاص بما عندهم من الحق والخير، النجاة من مخالب أهل البدع ومكائدهم ومصائدهم لأنهم كما وصفهم الله: يتبعون ما تشابه من القرآن ومن كلام العلماء، ويتصوبون من كلام ابن تيمية ومن تصوبهم هذا الكلام يعني لا نهجر حنى نرى المصلحة واضحة، هو نصب نفسه من أهل المصلحة والمفسدة، ما الذي جعله يميز بين الحق والباطل، ما يقدر مسكين، ما يستطيع أن يميز بين الحق والباطل، بل الغالب على هؤلاء الذين يخالطون أهل البدع أن تنتكس قلوبهم فيرون الحق باطلا والباطل حقا، ولنستذكر عرض الفتن على القلوب، فإن أهل البدع يعرضون فتنهم على قلوب الناس ويلبسون عليهم، فتنتكس قلوبهم بعد ذلك، فترى الحق باطلا والباطل حقا، نسأل الله العافية، فالشباب عليه الحذر من مخالطة أهل البدع، حتى لا يطلب العلم منهم، لا يطلب عليهم، فوالله لأن يبقى جاهلا سليم العقل والفطرة والقلب خير له من أن يتعلم من صاحب الهوى فتفسد عقيدته ويفسد منهجه كما رأينا بأم أعيننا وعرفنا هذا من كثير من المنتسبين للمنهج السلفي حينما عاشروا الأحزاب الضالة وأهل الطوائف الباطلة، ضلوا وتاهوا، وأصبحوا من أشد الناس حربا على أهل السنة والحق، والله جربنا هذا ووجدنا الكثير، والسعيد من وعظ بغيره، وعليك أن تعض بالنواجذ على هذه النصائح النبوية والتوجيهات الربانية، واقرأ كتب السلف، وافهم مواقفهم، واعرف أن أئمتهم كانوا يفرون من أهل البدع، فكيف بك أنت أيها المسكين، فلا تضحي بعقيدتك، ولا تغامر بعقيدتك، ولا بما أعطاك الله من الخير، ويبقى هناك العالم الذي آنس من نفسه رشدا وثباتا وأنه لا يؤثر فيه توجيه أهل البدع، فيوجههم ويدعوهم، لا يأخذ منهم ولا يجاملهم، فإذا لقي أحدا منهم نصحه، وإذا لقي جماعة منهم بين لهم الحق، ودعهم إليه، وحذرهم مما هم فيه من الضلال، وحاول تخليصهم من الضلال والفتن، فهذا له ذلك، شريطة أن يبين كما ذكرنا، لا مجاملة ولا مداهنة وإنما بيان ونصح، وما سوى ذلك فغش وتعريض للنفس إلى الانحراف والنكوص إلى الوراء، نسأل الله أن يوفقنا وإياكم وأن يهدينا سواء السبيل، وأن يفقهنا في دينه، إن ربنا لسميع الدعاء.
[شريط بعنوان: الاعتصام بالكتاب والسنة 6-2-1423]