في الإسلام لا يجتمع المسجد والقبر، “لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد“، فالإسلام حرم الجمع بين المسجد والقبر، والعياذ بالله، “لا تتخذوا بيوتكم قبورا ولا تتخذوا قبري مسجدا وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني“، فالقبر والمسجد لا يجتمعان أبدا، وقد لعن الله تبارك وتعالى بني إسرائيل على لسان نبينا وألسنة الأنبياء، لأنهم شر الخلق عند الله تبارك وتعالى، فثنتان من زوجات الرسول كانتا هاجرتا إلى الحبشة، وهما أم سلمة وأم حبيبة، فحدثتا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كنيسة وما رأينا فيها من تصاوير، وذكرن أن فيها أنها شيدت على القبور، فقال: “أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات، اتخذوا قبره مسجدا، وصوروا تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله تبارك وتعالى“، وهذه الآفة تسربت إلى المسلمين عن طريق اليهود والنصارى والوثنيين، وصادفت هؤلاء المنحرفين عباد القبور الذين يشيدون المساجد على القبور ولأجل القبور، حتى إنك لترى المسجد الخالي من القبور في بعض البلدان لا يرتاده الناس وترى الجماعة فيه قليلة، وترى المسجد الذي فيه قبر يكتظ ويمتلأ بالرواد، وهم في الحقيقة إنما هم رواد القبور لا رواد بيت الله تبارك وتعالى، فالصحيح أن الصلاة في مسجد فيه قبر صلاة باطلة لا تصح، وغالبا ما يرتاد هذا المسجد إلا من في قلبه نوبة الشرك والتعلق بصاحب القبر، وإلا فالمسلم الذي يؤمن بقول الله تبارك وتعالى((وأن المساجد لله))، لله وحده، هذا المسجد لصاحب القبر، ما هو لله عز وجل، الذي يؤمن بأن المساجد لله وحده ويجب أن تخلص لله وحده، لا يصلي في هذا المسجد، إنما يصلي فيه المصابون بداء شرك القبور، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يعافي المسلمين من هذه الأمراض الخبيثة التي لم تقتصر على الأمراض الأخلاقية وإنما تعدت إلى الأخلاق الثابتة إلى الفساد العقدي.
[شريط بعنوان: لقاء مع الشيخ في مسجد الخير]