هذه المسألة فيها خلاف؛ من العلماء من يرجح أن هذه الفضيلة –مائة ألف صلاة– خاصة بمسجد الكعبة، ومنهم من يرى أن الحرم كله هو المسجد الحرام وأن الصلاة في أي مسجد من المساجد في منطقة الحرم مثل الصلاة في المسجد الحرام، وهذا فيه نظر وأنا لي فيه وقفة؛ إذ لو كان الحرم كله مسجدا كيف يباع ويشترى فيه؟! كيف يباع في أراضيه وعقاراته؟! كيف تقام فيه الأسواق وهو مسجد؟! كيف يتم فيه الجماع والجنابة والبول والحيض إلى آخره؟! فهذا مما يرجح – والله أعلم– أن هذه الفضيلة خاصة بهذا المسجد.
ناقشت مرة واحدا في هذه المسألة فقلت له : الرسول عليه الصلاة والسلام يقول:“لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى“، فلو إنسان شد الرحال وجاء مكة فصلى في أي مسجد من مساجد مكة ومشى ولم يصلي في المسجد الحرام؛ مسجد الكعبة هل يصدق عليه أنه شد الرحال إلى المسجد الحرام ؟! طبعا، لا يصدق عليه.
فاحرصوا على الصلاة في المسجد الحرام لأنه أحوط وبالاتفاق لا تفوتك – إن شاء الله– فضيلة الصلاة إن أخلصت لله، وأما هذه ماعدا المساجد الثلاث ففيها خلاف والراجح في نظري أن الخصوصية هذه خاصة بمسجد الكعبة.
[فتاوى فقهية منوعة (الحلقة الثانية)]